¤ نص الاستشارة:
أنا أعد نفسي من الملتزمين، وزوجتي تفقه كثيرا من دينها، ومحافظة على الصلوات، أمنيتي أن تصبح زوجتي مخبتة لله عز وجل حتى يكون بيتنا بيت عبادة وطاعة..وتعلمون ما للمرأة من دور في صلاح البيت وأهله...أنتظر إرشادكم؟
* الــرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد سرني كلامك الجميل عن زوجتك، وإنصافك لها، وثق تماما أن هذا الثناء عليها من قبلك سيساعدها على أن تكون أحسن، فلا تبخل بمثل هذا التشجيع لها بين الفينة والأخرى، دائما أحسسها أنها على خير، وأن ما تقوم به محل تقديرك وإعجابك، فهذا يعطيها إحساساً بأنك مهتم بها.
أخي الكريم: هناك حد أدنى للكمال فيما يخص تأدية الشعائر الدينية، وهو تأدية الفرائض التي أُمِرنا بها، ويترتب على تركها مساءلة وعقاب فيما لو إستمر الإصرار على الترك، مثل الصلوات والصوم والحج والزكاة، وفيما يخص المرأة فهناك بعض الأحكام الأخرى التي أمرت هي بالتقيد بها، مثل ترك العبادات حال الحيض والنفاس، ومثل الالتزام بالحجاب الساتر الذي يبعدها عن عيون الرجال، والسفر لوحدها بدون محرم، والخلوة بالرجل الأجنبي، إلى غير ذلك من المسائل التي تخص المرأة وهي لا تخفى على مثلك.
فهذه الأمور إذا تمسكت بها المرأة أو الرجل فهو قد أدى ما كُلِّف به، وما زاد من عمل النوافل فهذا له ثوابه على قدر عمله، ومن المعلوم أن الناس يتفاوتون في هذه الدرجة بحسب الإكثار من النوافل.
وقولك إنك تريد زوجتك أن تكون ملتزمة، فهذا مطلب جميل، ولكن هل هَيَّأْتَ أنت لها المساحة المناسبة لتكون كذلك..؟
ومن أهم العوامل على نجاح مثل هذه الأفكار، أن أكون أنا قدوة لما أريد طرحه على المقربين مني كذلك إحضار الأدوات المساعدة على ذلك: مثل الكتب والأشرطة، ثم تصميم برنامج خاص في البيت، كأن يحدد وقت معين من الأسبوع لسماع شريط، أو قراءة كتاب، أو كتابة فوائد، وكلما كان تنفيذ هذه الفكرة خارج المنزل، كأن تكون في نزهة خاصة، فهذا يساعد على أن تكون إيجابية، ثم التشجيع المستمر لها، مع أخذها لحضور المحاضرات التي تعقد في المساجد، مع وعد أن يكون هناك نزهة بعد المحاضرة.
حاول أن تؤثر عليها لتلتحق بإحدى الدور النسائية في بلدكم، فلهذا عدة مزايا، منها حفظ الوقت، وحفظ شيء من القرآن، والرفقة الصالحة المؤثرة، وممكن المشاركة في برامج هذه الدور إذا كانت متعلمة، مثل إلقاء بعض الكلمات، أو المحاضرات.
كذلك حثها على الكتابة في المجلات النسائية المتخصصة، في بعض القضايا التي تهم المرأة، مثل مجلة الأسرة والمتميزة، وغيرهما من المجلات النسائية.
وإذا كانت هناك فرصة للمشاركة في بعض المنتديات النسائية المفيدة والهادفة، فهذا طيب.
أخيرا: أخي الكريم، كلما كنا قدوات متحركة لمن تحت أيدينا، جعلناهم يتأسون بنا، فلك أن تتخيل التأثير الذي ستتركه على زوجتك إذا قامت من النوم ورأتك واقفاً تناجي ربك، أو تصلي ما كتب لك قبل أن تنام، فحتما ستحاول أن تكون مثلك، جرب وسترى، ولا تبخل عليها بالدعاء مع التشجيع المستمر.
أسأل الله العلي القدير أن يوفقك، وأن يقر عينك بصلاح زوجتك وذريتك، وجميع المسلمين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين...
المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب.